عدة التقويم التشخيصي الخاصة بالمواد الأساسية - السلك الابتدائي ( نسخة شتنبر 2023 )

توطئة

تعد محطة التقويم التشخيصي مرحلة بالغة الأهمية على مستوى تنظيم السنة الدراسية نظرًا لما تقوم به من دور فاعل في التحقق من خلالها يتمكن المتعلمون من اكتساب تعلماتهم السابقة وبناء التعلمات الجديدة ونتائج التعلم الكفيلة والضرورية. وتكتسي هذه المحطة أهمية قصوى بالنظر إلى مخرجاتها والتي تمكننا من تحديد التعثرات وتصنيفها وكذا ترشيد الموارد الكفيلة بمعالجتها وفق الحاجيات التي تعكس مستوى التعلمات المكتسبة من لدن المتعلم.

من خلال نتائج الملاحظة الأولية لنواتج تعلم هذه الفترة يمكن الاستئناس بها كأداة لاستعمالها في تقويم مستوى أدائهم بالنسبة لما تحقق من الأهداف والغايات المسطرة من خلال بناء المعرفة والعمل على نقلها في مختلف الوضعيات، وتمكن من استثمار نتائجها في إعداد مخططات الدعم والمعالجة وتصنيف المتعلمين حسب درجة تحقيق كفايات السنة الدراسية التي هم على وشك بلوغها، من خلال حصر مجموع التعثرات ورصد كل الحاجيات التي يفرضها تدبير الأنشطة البيداغوجية. من شأنها أن تعمل على تسهيل أجرأة واستثمار نتائج التقويم التشخيصي لمكاسبهم وذلك بالعمل على التدخل بالعمليات العلاجية مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد. وإيلاء كل منها أهمية بالغة:

• أخذ الوقت الكافي والمناسب لتمر مختلف المراحل مع الحرص على الموضوعية وفعالية الغرض.

• توجيه الملاحظة وفق خطة مضبوطة.

• تفعيل ملفات المتعلمين ومعطياتهم الأولية والعمل على تصنيف نواتج عمليات التقويم.

• تحديد الكفايات والمواد والأنشطة الواجب دعمها وتقويتها.

• ضبط أسباب التعثرات وصياغتها في وضعيات لها علاقة بالتعثرات المستخلصة من خلال المعارف والمهارات المكتسبة، وعلى امتداد السنة الدراسية.

ولأجرأة نتائج محطة التقويم التشخيصي التي تعتبر محكا فعليا للتعلم (الاحتفاظ بالنسبة للمتعلمين الذين لهم نواتج تعلم مكتسبة بشكل جيد) وتمكينهم من حصر وتجاوز الصعوبات التي تعوقهم في بناء التعلمات الجديدة. إذ تبقى محطة التقويم التشخيصي في غاية الأهمية على اعتبارها الخطوة الأولى لضمان نجاح المتعلم في بناء التعلمات الجديدة، ومن جهة ثانية فهي تسعى إلى توحيد الفهم والتصورات بين مختلف الفاعلين التربويين وكذا ربح الوقت والاقتصاد في الموارد التي تتطلبها المؤسسة وفق المستوى الحقيقي للمتعلمين.

ومن أجل تدبير مختلف الصعوبات التعليمية وتجاوز تعثراتها في غمرة السيرورة المدرسة العادية التي يعرفها الموسم الدراسي خصوصا في المواد الأساسية إذ يفرض الأمر إيقاف المتعلمين على نقط القوة لديهم وتعزيزها، والعمل على دعم نواتج تعلمهم المتعثرة، وترشيد معالجتها في وقتها، وتحديد المواد التي تحتفظ بمكاسبها، ونظرا لما تخلفه هذه المحطة من أهمية بالغة على تمدرس المتعلمين فهي تشكل ركيزة أساسية لضبط درجة التحكم في الكفايات المناسبة والمستهدفة لكل مستوى دراسي من المستويات. إن محطة التقويم التشخيصي الأولى خلال الموسم الدراسي تمثل فرصة سانحة من أجل إعادتها بصورة خاصة في كل مرة أمكن اعتمادها مع مراعاة المستجدات التي أفرزها تدبير الدخول المدرسي مع توالي الأسابيع من جهة وتباين المستوى الدراسي لدى المتعلمين. وتكمن أهمية المحطة الأولى في الانطلاق من هذه القناعة بحصر مكامن القوة والضعف لدى المتعلمين والحرص على تجاوزها كلما أتيحت الفرصة لذلك.

وتتمثل هذه الانطلاقة في الوثائق التالية:

1. إطار مرجعي للتقويم التشخيصي يحدد مجال التحصيل الخاص بكل مستوى عن طريق الكفايات الأساسية للمستوى الذي سيلتحق به المتعلم، هذا الإطار المرجعي يتم بناؤه من لدن الفريق التربوي في كل مادة، انطلاقا من إعداد تقويمات تشخيصية تحدد الحاجيات الفعلية للمتعلمين.

1. شبكة استثمار نتائج التقويم التشخيصي.

1. استعمال الزمن: يجب إعادة النظر في توزيع الزمن المخصص لبعض المواد مع مراعاة حجم التعثرات والصعوبات التي تعترض تعلمات المتعلمين، وتخصيص فترة زمنية استثنائية لاستثمار نتائج التقويم الأولي بموازاة الإعداد للبرامج الدراسية الجديدة وتنفيذها.

نأتي الأن مع التحميل